الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
والحرج: شديد الضيق من الحرجة وهى الشجر الكثير الملتف بعضه ببعض بحيث يصعب الدخول فيه. روى أن عمر سأل أعرابيا من بنى مدلج عن الحرجة فقال:هى الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها راعية ولا وحشية، فقال عمر: كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير. والرجس: كل ما يستقذر حسا أو عقلا أو شرعا، أو هو ما لا خير فيه، أو هو اللعنة في الدنيا والعذاب في الآخرة، صراط ربك:أي طريقه الذي ارتضاه وسنته التي اقتضتها حكمته، والمستقيم: ما لا اعوجاج فيه ولا زيغ، دار السلام: هي الجنة، أو هي دار السلامة من المنغّصات والكروب، وليهم:أي متولى أمورهم وكافيهم كل ما يهمّهم.المعشر والنفر والقوم والرهط: الجمع من الرجال فحسب، ولا واحد لها من لفظها، وقال الليث: المعشر كل جماعة أمرهم واحد نحو معشر المسلمين ومعشر الكافرين، ويطلق على الإنس والجن بدليل الآية، واستكثر: أخذ الكثير، يقال استكثر من الطعام: أكل كثيرا، وأولياؤهم: هم الذين تولوهم أي أطاعوهم في وسوستهم وما ألقوه إليهم من الخرافات والأوهام، والاستمتاع بالشيء: جعله متاعا، والمتاع ما ينتفع به انتفاعا طويلا ممتدا وإن كان قليلا، {وبلغنا أجلنا}: أي وصلنا يوم البعث والجزاء، والمثوى: مكان الثواء، أي الإقامة والسكنى، والخلود: المكث الطويل غير المؤقت بوقت.{يذهبكم} أي يهلككم، {يستخلف} أي ينشيء الذرية والنسل، {بمعجزين} أي جاعلى من طلبكم عاجزا غير قادر على إدراككم، والمكانة: الحال التي هم عليها، والدار:هى الدنيا، والمراد بالعاقبة: عاقبة الخير إذ لا اعتداد بعاقبة الشر، لأن اللّه جعل الدنيا مزرعة الآخرة، وقنطرة المجاز إليها، وأراد من عباده أعمال الخير لينالوا حسن العاقبة.{ذرأ}: أي خلق على وجه الاختراع والإبداع، {لشركائنا} أي الأوثان التي يتقربون بعبادتها إلى اللّه تعالى، {لشركائهم} أي سدنة الآلهة وخدمها، أو الشياطين الذين يوسوسون لهم ما يزين ذلك في أنفسهم، {ويردوهم} أي يهلكوهم بالإغواء، {وليلبسوا} أي يخلطوا، {حجر}: أي محجور ممنوع، كما قالوا: ذبح وطحن أي مذبوح ومطحون، وجزاه بكذا جعله جزاء له على عمله قال تعالى: {أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا} {وصفهم}: أي جزاء وصفهم.الإنشاء: إيجاد الأحياء وتربيتها وكل ما يكمل بالتدريج كإنشاء السحاب والدور والشعر، والجنات البساتين والكروم الملتفة الأشجار، لأنها تجنّ الأرض وتسترها، والمعروشات: المحمولات على العرائش، وهى الدعائم التي يوضع عليها مثل السقف من العيدان والقصب، وغير المعروشات: ما لم يعرش منها، والمراد أن الجنات نوعان: معروشات كالكروم، وغير معروشات من سائر أنواع الشجر الذي يستوى على سوقه ولا يتسلق على غيره، والأكل (بضم الهمزة والكاف) ما يؤكل، {متشابها} أي في النظر، {وغير متشابه} أي في الطعم، والحمولة: الكبير من الإبل والبقر الذي يحمل عليه الناس الأثقال، والفرش: ما يفرش للذبح من الضأن والمعز وصغار الإبل والبقر، أو هو ما يتخذ الفرش من صوفه ووبره وشعره والخطوات واحدها خطوة (بالضم):وهى المسافة التي بين القدمين، ما اشتملت عليه الأرحام: هي الأجنّة.الطاعم: الآكل، والميتة: البهيمة ماتت حتف أنفها، والمسفوح: المصبوب السائل كالدم الذي يجرى من المذبوح، {رجس} أي قذر قبيح، الإهلال: رفع الصوت، والمراد به الذبح باسم الأصنام، {اضطر} أي أصابته الضرورة الداعية إلى تناول شيء منه، {وباغ}: أي طالب لذلك قاصد له، {عاد}: أي متجاوز قدر الضرورة، {الذين هادوا} هم اليهود لقولهم: {إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ} أي رجعنا وتبنا، الظفر للانسان وغيره مما لا يصيد، والمخلب لما يصيد، والشحم: ما يكون على الأمعاء والكرش والكلى من المادة الدهنية، {حملت ظهورها} أي علقت بها، والحوايا: المباعر أو المرابض (مجتمع الأمعاء في البطن) أو المصارين والأمعاء، {بأسه} أي عذابه.الخرص: الحزر والتخمين ويراد به لازمه وهو الكذب، الحجة: الدلالة المبينة للقصد المستقيم، {هلم} أي أحضروا، {يعدلون} أي يتخذون له مثلا وعديلا يعادله ويشاركه.{قيما} أي يقوم به أمر الناس في معاشهم ومعادهم، {حنيفا} أي مائلا عن الأديان الباطلة، والنسك: العبادة، {ومحياي ومماتي للّه}: أي وما آتيه في حياتى وما أموت عليه من الإيمان والعمل الصالح كله للّه رب العالمين، الوزر لغة الحمل الثقيل، ووزره يزره حمله يحمله، والخلائف واحدهم خليفة، وهو من يخلف من كان قبله في مكان أو عمل أو ملك، والابتلاء الاختبار والامتحان. اهـ. باختصار.
.قال أبو جعفر النحاس: تفسير سورة الأنعام:مكية وآياتها 165 آية.بسم الله الرحمن الرحيم سورة الأنعام وهي مكية قال أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى حدثنا أبو حاتم روح بن الفرج مولى الحضارمة قال حدثنا أحمد بن محمد أبو بكر العمري قال حدثنا ابن أبي فديك قال حدثني عمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص عن نافع أبي سهيل بن مالك عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نزلت سورة الأنعام معها موكب من الملائكة سد ما بين الخافقين لهم زجل بالتسبيح والأرض لهم ترتج ورسول الله يقول سبحان ربي العظيم ثلاث مرات».1- قوله جل وعز: {الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور} قال قتادة خلق الله السماء قبل الأرض والليل قبل النهار والجنة قبل النار فأما قوله: {والارض بعد ذلك دحاها} فمعناه بسطها.2- وقوله جل وعز: {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} قال مجاهد أي يشركون.قال الكسائي يقال عدلت الشيء بالشئ عدولا إذا ساويته به وهذا القول يرجع إلى قول مجاهد لانهم إذا عبدوا مع الله غيره فقد ساووه به وأشركوا.3- وقوله جل وعز: {هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده} قال الحسن ومجاهد وعكرمة وخصيف وقتادة وهذا لفظ الحسن قضى أجل الدنيا من يوم خلقك إلى أن تموت {وأجل مسمى عنده} يعني الآخرة {ثم أنتم تمترون} أي تشكون وتعبدون معه غيره.4- وقوله جل وعز: {وهو الله في السموات وفي الارض} والالف واللام في أحد قولي سيبويه مبدلة من همزة والاصل عنده اله.فالمعنى على هذا هو المعبود في السموات وفي الأرض ويجوز أن يكون المعنى وهو الله المنفرد بالتأليه تعالى في السموات وفي الأرض كما تقول هو في حاجات الناس وفي الصلاة ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر ويكون المعنى وهو الله في السموات وهو الله في الأرض.5- وقوله جل وعز: {ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن} قيل القرن ستون عاما وقيل سبعون فيكون التقدير على هذا من أهل قرن وأصح من هذا القول القرن كل عالم في عصر لأنه مأخوذ من الاقتران أي عالم مقترن بعضهم إلى بعض وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خير الناس القرن الذي أنا فيه يعني أصحابه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم».وأكثر أصحاب الحديث على أن القرن مائة سنة واحتجوا بأن النبي قال لعبد الله بن بسر: «تعيش قرنا» فعاش مائة سنة.6- وقوله جل وعز: {وأرسلنا السماء عليهم مدرارا} أي تدر عليهم ومدرار فإن على التكثير كما يقال امرأة مذكار إذا كثرت ولادتها للذكور ومئناث.7- وقوله جل وعز: {ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين} أي قد جعلوا في أنفسهم الكفر والعناد فإذا رأوا آية قالوا سحر كما أنهم سألوا انشقاق القمر فلما انشق قالوا: {هذا سحر مستمر} كذلك أيضا لو نزل الله عليهم كتابا من السماء لقالوا ان هذا الا سحر مبين.وقوله جل وعز: {وقالوا لولا أنزل عيه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الامر} قال ابن أبي نجيح عن مجاهد أي لقامت القيامة والمعنى عند أهل اللغة لحتم بهلاكهم وهو يرجع إلى ذلك القول.9- وقوله جل وعز: {ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا} قال قتادة أي في صورة بني آدم.10- ثم قال تعالى: {وللبسنا عليهم ما يلبسون} قال الضحاك يعني أهل الكتاب لانهم غيروا صفة النبي صلى الله عليه وسلم في كتابهم وعصوا ما أمروا به قال الكسائي يقال لبست عليهم الامر ألبسه لبسا إذا خلطته أي أشكلته عمر.11- وقوله جل وعز: {فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون} الحيق في اللغة ما يعود على الانسان من مكروه فعله ومنه: {ولا يحيق المكر السئ الا بأهله}.12- وقوله جل وعز: {قل لمن ما في السموات والارض قل لله} هذا احتجاج عليهم لانهم مقرون أن ما في السموات والارض لله فأمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يحتج عليهم بأن الذي خلق ما في السموات والارض قادر على أن يحييهم بعد الموت.13- ثم قال جل وعز: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} لأنه أمهلهم إلى يوم القيامة ويجوز أن يكون هذا تمام الكلام ويجوز أن تكون (ما) هذه تبيينا لأن قوله (ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه) معناه يمهلكم فهذا من رحمته جل وعز.14- وقوله جل وعلا: {وله ما سكن في الليل والنهار} أي ثبت وهذا احتجاج عليهم أيضا.15- وقوله جل وعز: {وهو يطعم ولا يطعم} كما تقول هو يرزق ولا يرزق ويعول ولا يعال وروي عن الاعمش أنه قرأ {وهو يطعم ولا يطعم} وهي قراءة حسنة أي ولا يأكل.16- وقوله جل وعز: {من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه} المعنى من يصرف عنه العذاب ثم حذف لعلم.السامع وكذلك معنى {من يصرف}.17- وقوله جل وعز: {وأوحي إلي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ} المعنى ومن بلغه القرآن ثم حذف الهاء لطول الاسم وقال مجاهد ومن أسلم من فصيح وأعجم وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بلغوا القرآن عن الله جل وعز ومن بلغته آية من كتاب الله فقد بلغه أمر الله» وقيل المعنى ومن بلغ الحلم كما يقال قد بلغ فلان.18- وقوله جل وعز: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} ويجوز أن يكون المعنى القرآن والحديث يدل أن المعنى يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم وروي أن عمر قال لعبد الله بن سلام: أتعرف محمدا صلى الله عليه وسلم كما تعرف ابنك فقال نعم وأكثر بعث الله أمينه في سمائه إلى أمينه في أرضه بنعته فعرفته وابني لا أدري ما كان من أمه.19- وقوله جل وعز: {ثم لم تكن فتنتهم الا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين} قال أبو سحاق تأويل هذه الآية لطيف جدا أخبر الله جل وعز بقصص المشركين وافتتانهم بشركهم ثم أخبر أن فتنتهم لم تكن حين رأوا الحقائق الا أن انتفوا من الشرك ونظير هذا في اللغة أن ترى انسانا يحب غاويا فإذا وقع في هلكة تبرأ منه فيقول له ما كانت محبتك اياه الا أن تبرأت منه فأما معنى قولهم: {والله ربنا ما كنا مشركين} وقال في موضع آخر {ولا يكتمون الله حديثا} معطوف على ما قبله والمعنى وودوا أن لا يكتموا النبي الله حديثا والدليل على على صحة هذا القول أنه روي عن سعيد بن جبير في قوله: {والله ربنا ما كنا مشركين} قال اعتذروا وحلفوا وكذلك قال ابن أبي نجيح وقتادة وروي عن مجاهد أنه قال لما رأوا الذنوب تغفر الا الشرك والناس يخرجون من النار الا المشركين قال: {والله ربنا ما كنا مشركين}.وقول بعض أهل اللغة انما قالوا هذا على أنهم صادقون عند أنفسهم ولم يكونوا ليكذبوا وقد عاينوا ما عاينوا وقطرب يذهب إلى هذا القول وهو قول مردود لأنه قال لم يكونوا ليكذبوا وبعدها {انظر كيف كذبوا على أنفسهم} ويبين لك الغلط في هذا القول قوله جل وعز: {يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له} الآية قال مجاهد كذبهم الله وقيل معنى {ولا يكتمون الله حديثا} أنه ظاهر عنده.20- وقوله جل وعز: {ومنهم من يستمع اليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا}.قيل فعل بهم هذا مجازاة على كفرهم وليس المعنى أنهم لا يسمعون ولا يفقهون ولكن لما كانوا لا ينتفعون بما يسمعون ولا ينقادون إلى الحق كانوا بمنزلة من لا يسمع ولا يفهم ثم خبر بعنادهم فقال: {وان يروا كل آية لا يؤمنوا بها} لانهم لما رأوا القمر منشقا قالوا سحر فأخبر الله عز وجل بردهم الآيات بغير حجة وقال: {حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا ان هذا الا أساطير الاولين} فخبر أن هذا مقدار احتجاجهم.21- وقوله جل وعز: {وهم ينهون عنه وينأون عنه} أكثر أهل التفسير يذهب إلى أن المعنى للكفار أي ينهون عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ويبعدون عنه قال مجاهد يعني به قريش وكذلك قال قتادة والضحاك يعني به الكفار وروى سفيان عن حبيب بن أبي ثابت قال أخبرني من سمع ابن عباس يقول نزلت في (أبي طالب) كان ينهى عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم ويتباعد عنه والقول الاول أشبه لأنه متصل بأخبار الكفار وقولهم.22- وقوله جل وعز: {وان يهلكون الا أنفسهم} أي وبال ذلك يرجع عليهم لأن الله جل وعز يبدد جموعهم وينصره عليهم.23- ثم قال جل وعز: {وما يشعرون} أي وما يشعرون أن وبال ذلك يرجع عليهم.24- وقوله جل وعز: {ولو ترى إذ وقفوا على النار} في معناه ثلاثة أقوال:1- منها أن معنى {وقفوا على النار} أدخلوها كما يقال وقفت على ما عند فلان أي عرفت حقيقته.2- وقيل معناه رأوها.3- وقيل جاوزا عليها وهي من تحتهم.25- ثم قال جل وعز: {فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين} المعنى ونحن لا نكذب بآيات ربنا رددنا أو لم نرد قال سيبوبه ومثله دعني ولا أعود أي ولا أعود تركتني أو لم تتركني ومن قرأ {ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين} فمعناه عنده يا ليتنا وقع لنا الرد وأن لا نكذب قال أبو اسحاق وفيه معنى ان رددنا لم نكذب وقرأ ابن عامر {يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين} بالنصب وقرأ عبد الله بن مسعود {ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين} وقرأ أبي بن كعب {ولا نكذب بآيات ربنا أبدا}.
|